طفلة السراغنة بين قبضة الوحوش وحنان القانون!

ضربة قلم
في بلد لا تزال فيه الطفولة مجرد مرحلة عمرية بلا ضمانات، اجتمع ثلاث رجال، كل واحد فيهم يحمل من “الرجولة” ما يكفي ليفتض بكارة طفلة عمرها 13 سنة. ليست مرة، بل مرات. لا نعرف كم مرة بالضبط، لأن الأرقام ضاعت في دم الطفولة والدموع.
حملت الطفلة، وولدت، وربما وضعت بجانب المهد أسئلتها التي لن تجد لها جوابا: “لماذا أنا؟”، “أين الكبار؟”، “من سيحميني؟”.
وصل الملف إلى المحكمة. الناس انتظروا أحكاما تُزلزل الأرض تحت أقدام الوحوش، لكن الأرض لم تتحرك. المحكمة رفعت العقوبات قليلا، وكأنها تقول: “هذا أقصى ما عندي”. واحد أخذ 12 سنة، الآخر 10، والثالث 8. هل هذا كثير على من استباحوا طفولةً وأمومةً قسرية في آن؟
فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعطاوية-تملالت قال: “الحكم حسن، لكننا كنا نريد الأحسن، نريد المؤبد”. لكن القانون، يا حسرة، لا يحب المؤبد إلا في الأغاني.
النقاش احتدم، والمحامون استعدوا لمحكمة النقض، ربما يكون فيها عقل جديد أو ضمير مستيقظ. الحقوقيون قالوا: “نحن مع الطفلة إلى آخر نفس”، ونحن نرد عليهم: “نرجوكم لا تتعبوا، النفس طويل ولكن القانون قصير”.
أحد المتهمين، حسب التصريحات، فوق السبعين. يعني عاش طويلا، وعرف الحياة طولا وعرضا، ثم قرر أن يختمها بجريمة لا يرتكبها حتى الشيطان وهو في حالة اكتئاب.
أما السيدة التوبالي من ائتلاف “المناصفة دابا”، فبقيت تردد: “هذا الحكم لا يكفي، هذه الأحكام تُربّي المغتصبين وتعيدهم إلى الجريمة بعد قضاء المدة وكأنهم خرجوا من نادي رياضي لا من السجن”.
الضحايا، تقول، لا يكبرون بسلام. لا ينسون، لا يتعافون. يدخلون العالم محمّلين بالحقد والخذلان، وكأنهم يعيشون في مجتمع لا يعرف الفرق بين الظلم والعدالة، بين الجريمة والعقوبة.
في النهاية، نبكي مع الضحية ونضحك على نصوص قانونية تلبس ربطة عنق وتقول: “لقد قمنا بالواجب”. لكن الطفلة لا تعرف القانون، هي فقط تعرف الألم… وحليب الأمومة المبكرة.