مجتمع

عيد المرأة المغربية… من “ست الحسن” إلى “مول الطراكس”!

ضربة قلم

يحتفل العالم بعيد المرأة، ويحتفل المغرب أيضًا، لكن احتفالنا له نكهة خاصة، ممزوجة بقليل من الفخر، وكثير من القلق، ورشة من الاستغراب! فالمرأة المغربية، التي كانت تُلقب يومًا بـ”ست الحسن” و”لالة العروسة”، أصبحت اليوم سائقة طاكسي، ميكانيكية، وربما غدًا سنراها “مول الطراكس” تحفر الطرقات وتعبد الأزقة، بينما الرجال يجلسون في المقاهي يناقشون الوضع السياسي ويشربون القهوة بـ”نوار”!

قديماً، كانت المرأة تُلقب بـ”النصف الحلو”، لكنها اليوم أصبحت “النصف الصامد”، تنافس الرجل في كل شيء: من البرلمان إلى سوق الخضر، من الطب إلى الجزارة، ومن قيادة الطائرات إلى تصليح السيارات. ولمَ لا؟ فطالما أن المساواة شعار العصر، فلا ضير أن نرى نساء يرتدين الخوذات ويمسكن بالمطارق في ورشات البناء، في مشهد يجعل “أجدادنا” في قبورهم يتساءلون: “واش هادو الرجال تبدّلوا ولا النساء تطوّروا؟!”

في السياسة، أصبح للمرأة حضور طاغٍ، حتى أن بعض الرجال في البرلمان بدأوا يشتكون من قلة “الأنوثة” في النقاشات، فالسيدات المحترمات يتراشقن بالانتقادات وكأنهن في مباراة ملاكمة، فيما الزملاء الذكور يراقبون بصمت، متجنبين الرد، خوفًا من أن يُتهموا بالتحيز الذكوري أو قلة الأدب!

وفي المهن الشاقة، لم تعد هناك مهنة محفوظة للرجال فقط، فبعد أن أصبحت المراة حكَمة في مباريات كرة القدم تتجادل مع اللاعبين وتُشهر البطاقات الحمراء بلا تردد، بينما يكتفي المدربون الذكور بالتصفيق والانضباط.، بل إنها قادت الطاكسي والحافلة، فإننا لا نستبعد أن نراها قريبًا على ظهر الجرار في الحقول، أو تحمل “الفأس” في ورشات البناء.

لكن، ونحن نحتفل بهذه الإنجازات، يظل السؤال الأزلي معلقًا في الأذهان: هل ستبقى المرأة محافظة على أنوثتها في خضم هذا السباق نحو “المساواة المطلقة”؟ أم أننا سنصل إلى زمن يصبح فيه الرجل هو المطالب بالمساواة، ويناضل من أجل “حقه” في الجلوس في المنزل ورعاية الأطفال، بينما زوجته تعود مساءً منهكة من ورشة البناء أو اجتماع الحكومة؟

كل عام ونساء المغرب بخير… ويا رجال، استعدوا، فقد يأتي يوم تصبح فيه “الكوطا” مخصصة للرجال، وليس العكس!


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.