دفاتر قضائية

عين حرودة تفتح عينيها على الدم: زوج يطعن زوجته و”يطلق ساقيه للريح”

ضربة قلم

في مشهد أقرب إلى كوابيس الأفلام الرديئة التي لا ينقذها لا سيناريو ولا مونتاج، استيقظت اليوم ساكنة عين حرودة على خبر لا يقبله عقل ولا منطق، إلا عقل الفواجع اليومية التي أصبحت عندنا روتينًا صباحيًا مثل شرب القهوة أو شتم الحكومة.
الفاعل – الذي لا يستحق من الأوصاف سوى ما يُقال عادة عن الشياطين حين تسكر – قرر أن يتربص بزوجته وهي في طريقها للعمل، وكأنها كانت ذاهبة إلى حقل معركة وليس إلى لقمة عيش. ومن يدري؟ ربما كان يشعر أن الحياة بدون دراما دموية لا تُطاق، فقرر أن يضيف إلى يومه بعض “الطعنات العاطفية” الحقيقية، ثم ختم الهجوم بحجر كبير، وكأن السكاكين لم تؤدِّ الغرض العاطفي الكامل!
بعد أن أتمّ رسالته الدموية وارتوى “شرفًا” أو حقدًا أو بلادةً، أطلق المتهم ساقيه للريح، مخلّفًا وراءه دمًا، وصراخًا، وتحقيقًا في طور التشكل. لم ينظر خلفه، لم يسأل عن حال الضحية، لم يتأمل فعلته كما يفعل القتلة في الروايات… لا، فقط ركض، كأن كل هذا كان مجرد تمرين صباحي متأخر.
الدرك الملكي هرع إلى المكان كعادته، وفتح تحقيقًا – كالعادة – وكأن التحقيقات عندنا تُشبه البريمات: تُفتح وتُنسى، تُسجل ضد مجهول، أو تنتهي باعتراف من النوع الذي لا يغيّر من الواقع سوى في أرشيف المحاضر.
هكذا، ومن دون سيناريو ولا موسيقى تصويرية، تحوّلت عين حرودة إلى مسرح جريمة، والبطولة -للأسف – من نصيب واقع لا يخجل من تكرار نفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.