سياسة

غزة تُباد والبرلمان المغربي يُفكّر… جلسة شفهية قادمة لإنقاذ ما تبقّى من ماء الوجه!

م-ص

سُبحان الله. سبحانك ربي سبحانك. يا لطيف يا ستّير!

هل يُعقل؟ مجلس النواب المغربي وافق على ملتمس لإصدار موقف (نعم، فقط “موقف”) للتعبير عن إدانة لما يقع في غزة…
هاهُنا الجُبن الرسمي يرتدي ربطة عنق ويضع عطرًا فرنسيًا ليُعلن استنكاره… بعد أن اكتمل نصاب الكارثة.
سُبحان الله، حتى الإبادة الجماعية تحتاج إلى دورة تشريعية، وجلسة افتتاحية، واجتماع صباحي مع شاي وكرواسان، ثم توافق على صيغة “بيان”…
والبيان؟ ما زال قيد الطبع، سيُلقى في “أول جلسة للأسئلة الشفهية”… يا سلام! شعب يُباد بالقنابل، والرد قادم عبر الأسئلة الشفهية. شيء مبكي لولا أنه يُضحك حد الغثيان.

سبحان الله، البرلمان المغربي استيقظ فجأة، وقرر التعبير عن امتعاضه!
نعم، امتعاض. الكلمة تشبه مشاعر من وصل إلى المنزل ووجد قطه أكل الورد. هذا بالضبط مستوى رد فعل “نواب الأمة”.

بينما الشعب المغربي يخرج إلى الشارع، صادقًا، غاضبًا، صادقًا، يهتف من أجل غزة، يهتف من أجل الكرامة، يهتف ضد التطبيع،
مجلس النواب يوزّع “الامتعاض” و”الإدانة” مثل طوابع بريدية قديمة فقدت صلاحيتها.
الناس تحترق، وهُم يعقدون اجتماعًا حول صيغة البيان!
هل يبدأ بجملة “نتابع بقلق شديد”، أم بـ”نستنكر بشدة”، أم بـ”يعرب مجلس النواب عن استهجانه…”؟
يا سبحان الله، يبدو أنهم يخشون أن تغضب السفارات، أو أن يتهشّم كأس الشاي في صحن الاستقبال البرلماني.

ثم تلك القفشة الرهيبة في البيان:

“مع العمل على تيسير وصول المساعدات… وإحياء مفاوضات السلام…”
والله إنكم لكوميديا سوداء تمشي على قدمين، ما الذي تبقّى؟ تسليم درع تكريمي للقاتل؟ أم منحه وسام “الالتزام بالحوار”؟

أما المعارضة؟! فـسبحان الله، كلما اشتد الجرح الفلسطيني، خرجوا لنا بمطلب نبيل مكتوب بخط الروماني الجديد ديال الأوقات… ولكن ما كيعرفش يواكب العصر! وعلى ورق رسمي، يُسلّم في يد ناعمة إلى الرئيس.
الدم الفلسطيني يُسكب أنهارًا، والمعارضة تصرخ: “هذا عيب!” ثم تعود لمقاعدها منتشية بـ”موقف مشرّف”.

يا سادة، التاريخ لن يسامح هذا النوع من النفاق المؤسساتي.
أن تُباد غزة ثم تنتظر البرلمان ليُصدر موقفًا، فتلك ذروة الجُبن.
أن يتحوّل التضامن مع فلسطين إلى خطاب شاحب بين جداري البرلمان، فتلك إهانة للأمة، قبل أن تكون إهانة للضحايا.

سبحان الله… ما أجرأكم على الرقص السياسي فوق الجثث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.