رياضة

فرنسا تسقط تحت أقدام الصغار… والمغرب يردّ الدين بالركلات وبالضحك!

ضربة قلم

في ليلة كروية من نوع “هيتشكوكي بنكهة مغربية”، حطّ صغار أسود الأطلس الرحال في نصف نهائي كأس العالم لأقل من عشرين سنة، وقرروا أن الوقت حان لتصفية الحساب التاريخي مع فرنسا… ولكن على طريقتهم الخاصة: قليل من الأعصاب، كثير من القلب، وركلات جزاء جعلت الفرنسيين يراجعون دروسهم في “علم الأعصاب الرياضية”.

الملعب كان يغلي، والهواء مشحون بما يكفي لإشعال مباراة نهائية، لا نصف نهائي. المغاربة دخلوا اللقاء وكأنهم سمعوا خطاباً وطنياً يبدأ بـ: “ردّوا الاعتبار للكبار!”، فانطلقوا بسرعة الضوء، وضغطوا بذكاء، حتى جاءت الدقيقة 32 لتفتح باب الفرح المغربي: ياسر زابيري يتقدّم للكرة بثقة تشبه ثقة جدّته حين تقول “هادي ضربة ونديرها”، ويسكنها الشباك ببرود قاتل وكأنه يلعب “بيلياردو” وليس كرة قدم.

في المدرجات، الفرنسيون بلعوا ريقهم، والمغاربة صرخوا كأن الهدف حرر طنجة من الاستعمار مجددًا.
لكن كرة القدم لا تحب القصص البسيطة، ففي الدقيقة 59، قرّر الفرنسي ميشال أن يتسلل إلى منطقة الجزاء مثل لصّ في الليل، فاستلم عرضية ودفنها في الشباك المغربية. التعادل واحد لواحد، والجماهير تتنفس من أنفاس غيرها.

ومن هنا بدأ فيلم الإثارة:
فرنسا تحاصر، المغرب يصمد.
المدرب الفرنسي يصرخ بالفرنسية، والمدرب المغربي يردّ عليه بالدارجة: “زيد صوّر.. راه ما غاديش تدخل!”
التوتر يتصاعد، الحكم يصفر نهاية الوقت الأصلي، ثم الإضافي، ثم يقول للحراس: “جهزوا الأعصاب، جا وقت العقاب”.

ضربات الترجيح كانت مسرحية من نوع “من يبتسم أخيراً يضحك كثيراً”.
المغاربة، بوجوههم الباردة كشتاء إفران، نفذوا الركلات وكأنهم يوقّعون على فواتير الكهرباء، واحدة تلو الأخرى…
وفي الركلة الحاسمة، حين ظن الفرنسيون أن التاريخ سيعيد نفسه، وقف الحارس المغربي شامخًا، وقال للعالم كله من دون أن ينطق: “2022 راحت… اليوم دورنا نرد الدين”.

الكرة صدّها ببراعة جعلت حتى الكاميرات تتلعثم، ومعها انهارت فرنسا الصغيرة تمامًا مثل فرنسا الكبيرة في قطر… فقط الفرق أن هذه المرة لم يحتج المغرب إلى الحكم، بل إلى القلب.

وبينما يحتفل اللاعبون المغاربة، كان المعلق يصرخ بصوت مرتفع:

“ها هو المستقبل يا سادة، جيل لا يطلب المساعدة من الحظ، بل من شجاعته!”

المغرب إلى النهائي، وفرنسا إلى أقرب معمل لإعادة تدوير الأحلام المكسورة.
أما الجمهور المغربي؟ فخرج يقول بابتسامة ساخرة:

“الكبار ضاعوا بالحكم… الصغار ردوها بالركلات.”

انتهى المشهد… وبدأ التاريخ يكتب فصلاً جديدًا، عنوانه الكبير:
“جيل 2025 لا ينتقم… بل يبتسم بعد الفوز.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.