دفاتر قضائية

فضيحة جديدة في أكادير: الأستاذ ونظريات الملكية الفكرية المسروقة!

ضربة قلم

آه يا أكادير… مدينة الشمس والبحر والفراولة، لكن أيضاً مدينة الفضائح الجامعية التي تُقطّر “علمًا” بنكهة البلاجياريزم، وتُقدَّم للطلبة على أنها منتوجٌ أصيل من عقل “الأستاذ الدكتور الباحث المُفكر الفهيم المُلهِم”، بينما الحقيقة أنه مجرّد “كوبي-كولي” محترف من أيام ما كانت الأقراص المرنة (les disquettes) تُباع في مكتبات الحي الجامعي.

نعم، مرحباً بكم في موسم جديد من مسلسل “فضائح التعليم العالي: نسخة أكادير”، الحلقة الألف بعد المليون، وهذه المرة البطل الجديد هو أستاذ جامعي – ويا لسخرية الأقدار – بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية… نعم الاجتماعية، حيث الأخلاق والقيم والضمير المهني يُفترض أن تكون مقررة في وحدة الماستر.

قصة اليوم؟
واحد الأستاذ، وبكل جرأة علمية لا تحسد، نسخ 99% من كتاب أكاديمي تعود ملكيته لأستاذ جامعي متقاعد منذ سنة 2001. 99%، نعم، يعني الأستاذ ما نسى حتى الفاصلة، فقط بدل العنوان بـ”لمسة شخصية”، وحذف ربما كلمة “الباحث يشكر زوجته” واستبدلها بـ”أشكر نفسي لأنني عبقري”، ثم انطلق ليُدرّس هذا “العمل الفكري العميق” كأنه من إنتاج ذهنه النيّر.

لكن وللأسف، كما يُقال: “اللي سرق زمانه، يجي يوم وينكشف عراه”، والعدالة تدخلت وأدانت هذا “المُبدع” المزعوم بغرامة 10.000 درهم وتعويض مدني بـ25.000 درهم، مع أمر واضح: احذف ما سرقته من المنصات الإلكترونية… يا حسرة، لقد أصبحنا نحذف البحوث مثلما نحذف الفيديوهات المحرجة من تيك توك.

ماذا بعد؟

أولًا، جامعة ابن زهر تم إبلاغها بالحكم. السؤال هو: هل الجامعة كانت غافلة أم تتغافل؟
هل هذه أول حالة؟ أم مجرد قطرة من بحر مالح، لا يصلح لا للشرب ولا للاغتسال؟
هل كل ما يُدرس في الكلية فعلاً من تأليف الأساتذة، أم أن الطلبة يتلقون أفكار القرن الماضي منسوخة مع حفظ حقوق اللصوصية؟

الشيء المثير للسخرية هنا أن هذا الأستاذ كان يدرّس الأخلاقيات المهنية وربما نظم الملكية الفكرية. كيف لا، ونحن نعيش في زمن أصبح فيه اللص ينظّر ضد السرقة، والمتحرش يكتب عن مناهضة العنف ضد النساء، والفاسد يحاضر حول الحوكمة والشفافية!

ماذا عن الأستاذ المتقاعد؟

تحية لهذا الرجل الذي لم يرضَ أن يُدفن فكره مع تقاعده، ولم يسمح بأن يتحول كتابه إلى “عرض خاص” في رف مكتبة المزورين. أستاذ متقاعد، نعم، لكن قلبه لا يزال يقظًا مثل محامٍ في جلسة محكمة.

والوسط الجامعي؟

الجامعة اليوم تشبه تلك العائلة التي تحاول أن تُخفي فضيحة عمّها المدمن حتى لا يُفسد حفل زفاف البنت. الجميع يعلم أن هناك “أشياءً تُطبخ” في الكواليس، لكن الكل يبتسم للكاميرا ويتحدث عن الجودة، وعن تصنيف الجامعة في المجلات الدولية… بينما الواقع يشبه وجبة سريعة من مطعم مشبوه.

في الانتظار

نعم، القضية مازالت في الطور الابتدائي، وسننتظر الاستئناف… لكن دعونا نكون صريحين، الحكم حتى لو تأكد، فلن يُغير واقعًا تتعفن فيه الكليات من الداخل، حيث تُباع البحوث، وتُنسخ الأطروحات، ويُسجل الكسالى كـ”أساتذة زائرين” بشرط أن لا يزوروا القاعة!

الخلاصة؟
ما يقع في أكادير ليس حادثاً معزولاً، بل مؤشر على أزمة أكبر: أزمة نزاهة فكرية، أخلاقية، ومؤسساتية.
وعلى رأي أحدهم:

“ليس العيب أن تسرق، بل أن تسرق وتُدرّس ما سرقته وأنت مقتنع أنك مبدع”.

ها نحن ننتظر الحلقة القادمة… وربما البطل المقبل سيكون مسؤولًا عن “جودة البحث العلمي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.