
ضربة قلم
فوزي لقجع، خريج معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، فوج 1988، وُلد في مدينة بركان، حيث قاد فريقها نهضة بركان منذ 2009، لينتقل من مجرد عاشق لكرة القدم إلى أحد أبرز الأسماء في تدبيرها.
رغم التطمينات التي تلقاها في الكواليس، لم يصدق أنه أصبح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سنة 2013، خلفًا للفاسي الفهري. ولم يتوقف هناك، بل واصل الصعود بخطوات ثابتة، متنقلًا من المفتشية العامة للمالية إلى منصب مدير ميزانية الدولة في وزارة المالية، وكأنه يعدو في سباق لا نهاية له!
وعلى المستوى القاري والدولي، تمكن الرجل من حجز موقعه بمهارة داخل الاتحاد الإفريقي كنائب ثالث، ثم عضوًا في الاتحاد الدولي والعربي، وصولًا إلى بناء علاقة قوية مع رئيس “الفيفا”. ومع هذا المسار التصاعدي، من يدري؟ ربما نراه في المستقبل في مناصب رياضية أكبر!
قبل أن يصبح وزيرًا منتدبًا مسؤولًا عن الميزانية في حكومة أخنوش، كان لقجع هو “الصندوق الأسود” للمخطط الأخضر حين كان أخنوش وزيرًا للفلاحة. نعم، تمامًا كما في الطائرات، حيث يوجد صندوق أسود يحمل كل الأسرار، لكن الفرق هنا أن هذا الصندوق خرج إلى النور، بل وأصبح يحدد ميزانية دولة بأكملها، إذ لا يمكن لأحد أن يُجادل في تمكنه من ضبط الحسابات المالية للدولة!
في كرة القدم، لا شك أن الرجل أحدث ديناميكية واضحة، لكن في السياسة؟ لا أحد يعلم! فربما اكتفى بإتقان فن حساب الأرقام بدقة بدلًا من التورط في الصراعات السياسية!
أما فريق نهضة بركان، فقد أصبح قوة كروية يحسب لها ألف حساب، إذ شهد طفرة نوعية في انتداباته وتدبيره المالي، ليصبح نموذجًا للفرق الطامحة للنجاح.
والآن، تخيلوا كيف كان سيكون نهضة بركان بدون فوزي لقجع؟ ربما كان سيظل فريقًا محليًا متواضعًا، يشارك في البطولات ليكمل العدد، أو ربما كان سينافس في قسم الهواة دون ضغوط كروية، بعيدًا عن أعين الحكام وتقنيات الفار! لكن، وكما يقولون، التاريخ لا يُعاد، وما حدث قد حدث، ونهضة بركان اليوم ليس هو نهضة الأمس، والفضل في ذلك، بدون شك، يعود لهذا الرجل الذي لا يعرف التوقف!