الرأي
قراءة مركزة للأسواق العالمية والنبض السياسي
بورصة الدار البيضاء: قطاع الأدوية يشير إلى ثقة مستدامة

بقلم : محمد كزاوي
محلل اقتصادي مستقل
بدأت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم بارتفاع مؤشر MASI، مدفوعًا بأداء قوي في قطاع الأدوية، وخصوصًا شركة Sothema. يعكس هذا النمو الثقة في القطاعات ذات الأساسيات المتينة، مع دعم واضح من سياسات توطين الصناعة المحلية.
آسيا وأوروبا: تقلبات تتلاشى أمام تقدم دبلوماسي حاسم
بينما لا تزال الأسواق الآسيوية والأوروبية تعاني من تقلبات ناجمة عن التوترات الجيوسياسية، تبرز تطورات دبلوماسية مهمة، إذ قطع التفاوض العام بين الولايات المتحدة وروسيا، خصوصًا مع مشاركة الصين كطرف وسيط، شوطًا جوهريًا في تطبيق الاتفاقات على أرض الواقع. هذه الخطوات تعزز الثقة في تهدئة الأوضاع.
البيت الأبيض والكرملين وبكين: شراكة حيوية تؤسس لمرحلة استقرار
تؤكد تصريحات رسمية من البيت الأبيض استمرار الحوار البناء مع الكرملين، مع إشارات واضحة إلى رغبة مشتركة في خفض التصعيد وتحقيق استقرار طويل الأمد. وفي الوقت نفسه، تواصل الصين لعب دور الوسيط الفعال في تسهيل الاتفاقيات، مما يضيف بعدًا استراتيجيًا جديدًا للتعاون الدولي.
الأسواق المالية: النفط والعملات الرقمية يتفاعلان مع التهدئة السياسية
ارتفاع محدود في أسعار النفط يرافقه استقرار نسبي في العملات العالمية، مع صعود ملحوظ في العملات الرقمية، وخصوصًا البيتكوين التي تجاوزت 104 آلاف دولار، ما يعكس تحسن المزاج الاستثماري على خلفية التوقعات الإيجابية للسياسات الدولية.
توصيات كبار الخبراء: الحذر مع التفاؤل المستند إلى الحقائق
تقارير من مؤسسات مثل Goldman Sachs وJP Morgan تؤكد أهمية التنويع والصبر، وترى أن التقدم الدبلوماسي الأخير يدعم توقعات انتعاش اقتصادي تدريجي في النصف الثاني من 2025. كما يشدد صندوق النقد الدولي على أن خفظ التوترات الجيوسياسية ضروري لاستدامة الانتعاش.
خلاصة:
التفاوض الجاد بين القوى الكبرى، وخصوصًا بين البيت الأبيض والكرملين وبكين، يشكل محورًا حيويًا لتخفيف المخاطر العالمية. هذه الخطوات الواقعية تمنحني تفاؤلًا حذرًا بأن “الارتفاع يطرق الأبواب” ليس مجرد أمنية، بل واقع بدأت بوادره تظهر في الأسواق والسياسة.
الحذر يبقى مطلوبًا، لكننا أمام فرصة حقيقية لبداية مرحلة أكثر استقرارًا وازدهارًا.
في السياق ذاته، أؤمن بأن هذا التقدم الدبلوماسي الذي نشهده اليوم بين واشنطن وموسكو وبكين ليس مجرد حوار شكلي أو تبادل تصريحات، بل هو ترجمة فعلية لإرادة سياسية حقيقية على الأرض. هذه الإرادة تفتح أمام الأسواق ومجتمعات الأعمال نافذة أمل جديدة بعد سنوات من التوتر والضبابية.
بالنظر إلى تصريحات كبار المسؤولين والخبراء في المؤسسات المالية العالمية، ألاحظ بوضوح أن السوق بدأ يستشعر هذه التحولات، فارتفاعات العملات الرقمية وثبات أسعار النفط رغم الأحداث الإقليمية ليست صدفة، بل انعكاس مباشر لروح التفاؤل الحذر التي تسود أروقة السياسة والاقتصاد.
ومع ذلك، لا يمكنني أن أغفل التحديات التي ما تزال قائمة؛ فالطريق لا يخلو من مطبات سياسية واقتصادية، ولا من مخاطر محتملة قد تعيدنا إلى مرحلة عدم اليقين. ولهذا، فإن توجهي التحليلي يبقى محافظًا، حيث أدعو نفسي وكل من يشاركني هذا الاهتمام إلى اليقظة والمتابعة الدقيقة، والاعتماد على التحليل الموضوعي وليس على الانفعالات.
في الختام، أكرر أن الأسواق ليست مجرد أرقام، بل هي مرآة لعلاقات القوى الدولية. وعندما تنجح الدبلوماسية في رسم خطوط واضحة للاستقرار، تكون الأسواق أول من يرحب، فتفتح الأبواب أمام فرص الاستثمار والنمو. هذه هي اللحظة التي “يطرق فيها الارتفاع الأبواب” بحذر، ونحن بحاجة إلى الصبر والحكمة لاستقبالها.


