دفاتر قضائية

قضية قائد تمارة: سوابق في لعب دور الضحية وإجازات مدفوعة بصفعات متكررة!

ضربة قلم

في واحدة من أجمل “الملحمات” القضائية، التي تذكرنا بالدراما المكسيكية حيث يتلقى البطل صفعة في الحلقة الأولى ويظل طريح الفراش حتى الحلقة الأخيرة، ها نحن أمام قائد تلقى “لطمتين” ثم فجأة تحول إلى كائن عاجز عن العمل، متألم، يتأوه، بل ويحمل شهادة طبية تشهد له ببطولة شهر كامل من المعاناة!

ضربة خفيفة.. وشهر عطلة فاخرة؟
هل نحن أمام رجل سلطة أم أمام لاعب كرة محترف تحاصره إصابات الملاعب؟ شهادة طبية مدتها 30 يومًا بسبب احمرار على الوجه؟! ترى، هل تم قياس هذا الاحمرار بمقياس “ريختر” ليعطينا هذا الرقم المهول؟ أم أن القائد احتاج إلى جلسات علاج نفسي ليجتاز “الصدمة العاطفية” التي خلفتها الصفعة؟

ثم لنفترض جدلاً أنه أصيب فعلاً، هل ضربته كانت كافية لتحوله إلى كائن “غير قادر على العمل”؟ الغريب أنه رغم هذه العاهة المفترضة، تمكن القائد من متابعة القضية، وكتابة الشكايات، والاستشارات مع المحامي، لكنه غير قادر على الذهاب إلى العمل!

حامل تنزف خلف القضبان.. وقائد “المسكين” في راحة تامة
المتهمة ليست مجرد “خصم”، بل امرأة حامل في شهرها الثالث، تنزف منذ دخولها السجن، في حين أن القائد يتمدد على سريره الوثير بشهادته الطبية التي تضمن له راحة مدفوعة الأجر.

وهنا يطرح السؤال: أي عدالة هذه التي تضع “المضروب” على الفراش الناعم بينما ترسل “النازفة” إلى خلف القضبان؟ أي منطق يجعل دم القائد مقدسًا بينما دم الحامل أمر قابل للنقاش؟

الشهادة الطبية العجيبة.. ولغز الطبيبة المختفية
شهادة طبية مثيرة للجدل صادرة عن طبيبة متخصصة في “حوادث الشغل”، وكأن القائد تعرض لحادث مهني أثناء تأديته لمهامه في “مواجهة الصفعات”! والأكثر طرافة أن الشهادة لا تحمل اسم أي مستشفى أو مصحة، وكأنها كتبت على عجل في مكتب مظلم، أو ربما تم توقيعها في مقهى تحت الطاولة.

هنا يجب على المحكمة استدعاء هذه الطبيبة، وسؤالها عن أسرار “التشخيص السحري” الذي منح قائدًا عجزًا طويل الأمد مقابل احمرار في الوجه!

القائد صاحب السوابق في لعب دور الضحية
وبما أن القضاء يؤمن بالسوابق، فقد قدم محامي الدفاع دليلاً ثمينًا: القائد نفسه سبق أن قام بنفس الأسلوب مع خمسة أشخاص آخرين السنة الماضية. ترى، هل هذا القائد محاط بمجموعات سرية متخصصة في توزيع الصفعات؟ أم أنه يحب لعب دور الضحية المتكررة للحصول على إجازات مدفوعة الأجر؟

القضية الحقيقية: هل نحن أمام “مسلسل” جديد؟
هذه القضية ليست مجرد “صفعة”، بل اختبار لنزاهة القضاء: هل سيتم تصديق شهادة طبية هشة أم سيتم النظر إلى معاناة امرأة حبلى خلف القضبان؟ هل القائد فوق القانون، أم أن الصفعة حين تصيب السلطة تتحول إلى “جريمة كبرى” بينما حين تصيب المواطن تصبح “حادثًا عرضيًا”؟

ويبقى السؤال الكبير: بعد 30 يومًا من العطلة، هل سيعود القائد إلى العمل بقوة جديدة.. أم أنه سيبحث عن “لطمة” جديدة تضمن له تمديد العطلة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.