دفاتر قضائية

ما بين أهداف الوداد وتهريب الكوكايين… الناصري كيعوم فماتش ما فيهش تعادل!

ضربة قلم

آه يا وطني الحبيب… متى تكفّ حكاياتك عن منحنا حلقات درامية أفضل من مسلسلات “نتفليكس”، لكن بلا ميزانية، بلا سيناريو، وبكثير من الارتجال السياسي والقانوني!

فها هو سعيد الناصري، الذي يُفترض أن يكون رجل السياسة والكرة أيضا، يتحول في رمشة عين إلى ممثل رئيسي في دراما محكمة الاستئناف. الرجل وقف بثقة أمام الهيئة القضائية، كأننا أمام عرض جديد لـ”مسرح الحي”… لكن هذه المرة بلا ضحك، بل بتهم ثقيلة الوزن تزن أكثر من “أكياس القرقوبي” اللي حتما غادي ينكروها كاملين.

“أنا بريء!” قالها سعيد وكأنه يُؤدي مونولوغا مسرحيا، والعيون عليه، والصحافة تستعد لنشر صورته على “المانشيت” تحت عنوان:
“من رئيس للوداد إلى زبون عند الجنايات”.

ما أجملك يا مغرب حين يتحول المنتخب البرلماني إلى متهم، وصديق الكاميرات إلى خصم النيابة العامة. الرجل لم يكتفِ بالنفي فقط، بل وعدنا -نعم نحن، الجمهور الحاضر في مسرح العدالة-  بأنه سيُفجر معطيات “ستنقلنا من الخيال إلى الواقع”. بالله عليكم، هل هناك أفضل من هذه الجملة كعنوان لمسلسل رمضان المقبل؟!
نقترح:

“الخيال والواقع: بين سيدي بليوط وتجارة الصحراء!”

وسعيد، الذي كان قبل أسابيع فقط يُوزّع الابتسامات في أعراس السياسة، ها هو اليوم يُلتمس “مهلة لكشف الحقيقة”، وكأننا أمام طالب متأخر عن تسليم بحث التخرج، فقط أن تهمته ليست غياب المراجع بل تزوير، اتجار، ضغط، تهديد، واستغلال النفوذ يا سلام على التعدد الوظيفي!

ثم، يا ناس، ما هذا الاسم المرعب: “إسكوبار الصحراء”؟! ألا يكفينا إسكوبار الأصلي الذي دوّخ كولومبيا؟ ها هو الآن ابن الصحراء، يحمل جنسية مالية، ويورط سعيد الناصري، الذي كان أقصى ما يشغله سابقا هو التحكيم في ديربي الوداد ضد الرجاء!

أما التهم، فلو جُمعت بين دفتي كتاب، لاحتجنا إلى دار نشر خاصة بالسياسيين المتقاعدين قسريا.
نصب؟ عادي.
احتيال؟ ماشي جديد.
تزوير محررات رسمية؟ خلّينا ساكتين.
ضغط على الناس باش يشهدو الزور؟ ما هذا إلا اجتهاد في التمثيل السياسي المتقدم.

والمثير في الأمر أن القضاء “أرجأ القضية للأسبوع المقبل”. كأننا بصدد حلقة جديدة من برنامج الإثنين القضائي الكبير، مع ضيف الشرف: سعيد الناصري، النائب السابق والممثل الحالي في محكمة الاستئناف.

خلاصة القول؟
ما دامت السياسة في المغرب مفتوحة بدون مباراة ولا انتقاء، وما دام المسؤول لا يسأل إلا بعد أن تتحول حياته إلى فيلم أكشن، فانتظروا مزيدًا من المشاهد الساخنة في دراما “السياسي والمخدرات والخيال الواقعي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.