مباراة المغرب – النيجر: فوز صعب وذكاء الزاكي يختبر صلابة الأسود

ضربة قلم

في مباراة لم تكن سهلة كما توقعها الكثيرون، تمكن المنتخب المغربي من تحقيق فوز ثمين على نظيره النيجر بنتيجة 2-1 ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس العالم 2026. ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات والتصنيف، فإن المواجهة أظهرت أن كرة القدم لا تُلعب على الورق، بل داخل المستطيل الأخضر، حيث كاد رجال بادو الزاكي أن يخلقوا المفاجأة.

قراءة تكتيكية: الزاكي يخلط أوراق الركراكي

منذ إعلان تعيين بادو الزاكي مدربًا للنيجر، تساءل الكثيرون عن تأثيره على أداء الفريق، وجاءت المباراة لتؤكد أن المدرب المغربي المخضرم لا يزال يملك الحنكة التكتيكية التي عُرف بها.

المنتخب المغربي دخل المباراة بأسلوب هجومي واضح، في وسط الملعب، إلى جانب انطلاقات نصير مزراوي وأشرف حكيمي على الأطراف. بالمقابل، اعتمد بادو الزاكي على خطة دفاعية منظمة، محاولًا تضييق المساحات والاعتماد على الهجمات المرتدة مستغلاً سرعة مهاجميه.

ورغم الاستحواذ الكبير لأسود الأطلس، فإنهم وجدوا صعوبة في اختراق الجدار الدفاعي النيجري، الذي صمد طوال الشوط الأول. وجاءت أولى المفاجآت في الدقيقة 48، حين تمكن يوسف أومارو من تسجيل هدف مباغت بعد خطأ دفاعي قاتل، وضع المغاربة في موقف محرج.

ردة فعل الأسود: صيباري يعيد الأمل والخنوس ينقذ الموقف

المنتخب المغربي لم يستسلم، واستطاع العودة سريعًا إلى أجواء اللقاء، حيث نجح إسماعيل صيباري في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 60.

ورغم المحاولات المتكررة، بدا أن المباراة تسير نحو تعادل غير مرضٍ للجماهير المغربية، إلى أن جاء بلال الخنوس في الدقيقة 92 ليقتنص هدف الفوز القاتل، موقعًا على هدف يعيد الهيبة لأسود الأطلس في تصفيات كأس العالم.

ماذا بعد؟

بهذا الفوز، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى 12 نقطة متصدراً مجموعته، بينما بقي منتخب النيجر برصيد 6 نقاط.

الآن، يواجه أسود الأطلس تحديًا جديدًا يوم الثلاثاء 25 مارس حين يلتقون منتخب تنزانيا في مباراة قد تكون مفتاح العبور الرسمي إلى مونديال 2026، لكن الدرس المستفاد من مباراة النيجر واضح: لا مجال للاستهانة بأي خصم، وكل لقاء في هذه التصفيات هو اختبار جديد لطموحات المغرب في القارة السمراء.

نقطة أخيرة:

إذا كانت المباراة شهدت تألق بلال الخنوس الذي دخل الملعب اليوم بديلا، كمنقذ في الوقت القاتل، فإنها أيضًا كانت رسالة تحذير للركراكي، الذي عليه العمل على تطوير فعالية الفريق أمام المنتخبات التي تجيد التكتل الدفاعي، خاصة مع استحقاقات كبرى تلوح في الأفق.