مجتمع

مدارس الريادة… والإعفاءات بلا قيادة!

ضربة قلم

في سابقة تعليمية من العيار الثقيل، قرر السيد وزير التربية الوطنية، محمد سعد برادة، إطلاق “حصة تطبيقية” لمفهوم ربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك عبر إعفاء 16 مديرًا إقليميًا من مهامهم، بعد أن كشفت تقارير تفتيشية أنهم لم “يحفظوا الدرس” كما ينبغي في تنزيل مشاريع “مدارس الريادة”.

الوزارة، التي يبدو أنها قررت أخيرًا التفاعل مع الاختلالات، اكتشفت أن “تفاوتات” كبيرة تشوب تنفيذ الإصلاحات. يا لها من مفاجأة! كأننا كنا نظن أن مشاريعنا التربوية تُنجز وفق معايير هارفارد وأكسفورد!

لماذا الإعفاء؟
السبب الرسمي: سوء تنزيل المشاريع الإصلاحية.
السبب غير الرسمي: ربما لأن بعضهم نسي أن “الريادة” لا تعني فقط تعليق اللافتات وإقامة الندوات، بل تقتضي شيئًا بسيطًا اسمه الإنجاز!

هل هي بداية الإصلاح؟
إذا كانت هذه الخطوة ستجعل من التعليم المغربي قاطرة للإبداع والتفوق، فسنُحضر الفشار ونجلس لمتابعة الفيلم الإصلاحي. لكن للأسف، السيناريو يبدو مألوفًا: الإعفاءات تتكرر، المشاكل تتجدد، والتعليم… في خبر كان!

إلى أين؟
لا شك أن إعفاء 16 مسؤولًا دفعة واحدة هو دليل على “الجدية”، لكن حبذا لو سمعنا عن محاسبة حقيقية، بدل الاكتفاء بتغيير الوجوه والإبقاء على نفس العقلية. لأن التلميذ المغربي، بدل أن يستفيد من “مدارس الريادة”، يجد نفسه في فصول بلا أساتذة، بمقررات تصل متأخرة، وبتجهيزات تبدو كأنها نجت بأعجوبة من حروب العصور الوسطى!

الخلاصة؟

إعفاء المديرين أمر جيد، لكن هل يُعفى المسؤول الأول عن تعثر الإصلاحات؟ أم أن الإصلاح الحقيقي ما زال مجرد فصل آخر في كتاب الأماني الوطنية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.