دفاتر قضائية

مراكش: كنز تحت الرياض… وفوقه أغبياء بثلاثة معاول!

ضربة قلم

في بلاد اختلط فيها الحلم بالخرافة، وانتقل فيها المواطن من البحث عن “الخبز” إلى التنقيب عن “الذهب”، أصبحت “الكنوز” هواية وطنية، ونشاطًا ليليًا قد يُدرّ أكثر من وظيفة قارة أو شهادة دكتوراه. ولمَ لا؟ ما دامت بعض الحفر تُفتح تحت جنح الظلام لا لإصلاح قنوات الصرف، بل لاستخراج “جرة ذهب” أو “حرف تيفيناغ” يُشعل فتيل الجشع الجمعي!

في هذا السياق، شهدت المدينة الحمراء، وتحديدًا حي زاوية الحضر بمراكش، فصلاً جديدًا من مسلسل “كنز ومكاش”، حينما داهمت عناصر الشرطة بالدائرة الأمنية الثانية قشيش، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، ثلاثة مغامرين محترفين في الحفر السري، وهم يحاولون استخراج “الكنز الموعود” من أحد الرياضات العتيقة بدرب سليمة.

المخبر كان عند الموعد والمعلومة جاءت ساخنة، والتحرك الأمني كان أسرع من “المبخرة” التي غالبًا ما ترافق مثل هذه العمليات. فتم ضبط المتورطين في وضعية حفر مريبة، شبيهة بأفلام المغامرات، لكن النهاية كانت أقل رومانسية بكثير: اعتقال فوري، حراسة نظرية، وتحقيق قضائي على خلفية “التنقيب غير المرخص عن ثروات الوطن”.

ومع أن النيابة العامة أمرت بتعميق البحث، فإن الرأي العام قد تعمق أصلًا في الضحك، وربما في الحيرة: هل ما زال بيننا من يظن أن الأرض تخفي جرار الذهب خلف كل باب قديم؟ أم أننا أمام ظاهرة تستحق أكثر من مجرد مداهمة، بل دراسة اجتماعية ونفسية لبلد أصبح فيه الكنز أقرب إلى الخلاص من البطالة، والهروب من الواقع؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.