مجتمع

مصاصات الدماء تغزو المحمدية… صيف بطعم الحكّة!

ضربة قلم

عندما نتحدث عن مصاصات الدماء في شوارع وأحياء المحمدية، فنحن لا نقصد أفلام الرعب أو مخلوقات الليل الأسطورية، بل نقصد البعوض أو ما يعرف محليًا بـ”الناموس” — هذا الضيف الثقيل الذي لا يطرق بابًا ولا يحترم نومًا، ويهوى امتصاص دماء المواطنين بكل برودة أعصاب!

هذه الحشرات الصغيرة تتحول في ليالي الصيف إلى كوابيس حقيقية، تتسلل عبر النوافذ والثقوب، تلسع وتختفي، وتترك خلفها حكّة لا تُطاق، وصوتًا مزعجًا يوقظ الأموات قبل الأحياء.
وما يزيد من مأساتنا، أن مصاصات الدماء هذه لا تُطارد ولا تُرَشّ، بل تُترك تتكاثر بسلام في المستنقعات والمجاري المكشوفة والحدائق المهملة، كأنها مخلوقات مدللة لها حصانة بلدية!

لا مبيدات… ولا حملات!

رغم الشكاوى المتكررة من السكان، لم تُسجل إلى حدود منتصف يونيو 2025 أي حملة رشّ منظمة أو تدخلات بلدية منتظمة لمكافحة الحشرات، باستثناء بعض المبادرات المعزولة التي لا تُغني ولا تسمن من قلق.
النتيجة؟ تدهور كبير في جودة العيش، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن الذين يعانون من الحساسية، إضافة إلى ما تسببه هذه الحشرات من حكّة، واحمرار، وحتى التهابات جلدية في بعض الحالات.

النقاط السوداء معروفة!

الساكنة المحلية لا تطالب بالمستحيل، بل تُطالب ببساطة بتدخل فعّال من السلطات المحلية والجماعة الحضرية. فـالنقاط السوداء معروفة:

  • واد النفيفيخ والمجاري المائية الراكدة
  • المنطقة الرطبة والفضاءات الفارغة التي تحوّلت إلى مطارح نفايات
  • بعض الحدائق غير المجهزة والتي تحولت إلى بؤر لانتشار البعوض
  • غياب تغطية محكمة لقنوات الصرف الصحي المكشوفة

مطالب واقعية:

  1. إطلاق حملات تعقيم ورش مبيدات بيولوجية في المناطق الحساسة.
  2. تنظيف محيط المدارس والأسواق والمرافق العمومية من المستنقعات والركامات.
  3. تحسين خدمات النظافة وجمع النفايات في الأحياء ذات الكثافة السكانية.
  4. تفعيل دور قسم حفظ الصحة بالجماعة الذي يبدو غائبًا أو في عطلة صيفية!

كلمة أخيرة

لسنا ضد الصيف، ولا نملك عداء شخصيًا مع الناموس، لكننا ضد الإهمال وضد أن تصبح المحمدية مدينة يتعايش فيها المواطن والذباب في مساكن مشتركة.
لذلك، نوجه نداءنا للجهات المسؤولة:
قبل أن يتحول الصيف إلى موسم للحكّ والهلع، نطالب بتدخل عاجل، رشّ جماعي، ونظرة جدّية في ملف لا يقل أهمية عن الأمن والإنارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.