مجتمع

ملاكمة على المحراب في خنيفرة: الإمام في الزاوية اليمنى، المؤذن في الزاوية اليسرى… والمصلون في حيرة بين التكبير والتصفير!

ضربة قلم

في سابقة فريدة من نوعها وفي عز شهر رمضان، شهد أحد مساجد مدينة خنيفرة مباراة قتالية لم تكن في جدول منافسات الجامعة المغربية للملاكمة، ولم تحتضنها قاعة رياضية، بل دارت رحاها فوق بساط المسجد المقدس. الحلبة: محراب المسجد. القفازات: أيادي مشحونة بالغضب. الجائزة: كرامة ضاعت وسط الركلات واللكمات.

القصة الكاملة: من قنينة ماء إلى قنينة مصل في المستشفى

تبدأ الأحداث، حسب شهود العيان، عندما نشب خلاف بين الإمام والمؤذن حول قنينة ماء. لا ندري هل كانت ماء زمزم، أم ماءً معدنيًا فاخرًا، أم مجرد قنينة تقليدية تائهة وسط المسجد. لكن المؤكد أن القضية تحولت في لمح البصر من مجرد “أزمة عطش” إلى نزال بالأيدي والأرجل، ما أدى إلى سقوط المؤذن مغشيًا عليه، لينتقل سريعًا من بيت الله إلى المستشفى الإقليمي، حيث استبدل الآذان بتأوهات الألم.

ردة فعل المغاربة: “وَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ… إِذَا نَسُوا قنِّينة مَاء!”

بطبيعة الحال، لم يكن للمغاربة أن يفوتوا هذه الملحمة دون جرعة من السخرية المرة. تعليقات كثيرة اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، فمن قائل بأن المسجد تحوّل إلى “قاعة تمرين للمقاتلين”، إلى ساخر يرى أن هذا أول دليل ملموس على أن “الفقهاء قادرون على الدفاع عن أنفسهم في حال نشوب حرب دينية”. أما آخرون، فقد اعتبروا أن الأمر يتعلق بمحاولة “تطوير برنامج محو الأمية” ليشمل دروسًا في القتال الحر.

وزارة الأوقاف: “توضيح غير موجود، وبيان لم يُكتب بعد”

أما وزارة الأوقاف، والتي يُفترض أن تكون الجهة الأولى المسؤولة عن ضبط إيقاع أئمتها ومؤذنيها، فقد التزمت الصمت المطبق. ربما المسؤولون هناك في طور البحث عن “حكم شرعي” لهذه المنازلة، أو أنهم ينتظرون صدور فتوى حول وجوب تخصيص “قسم للفصل بين المتقاتلين” في المساجد.

“فقه المصارعة”: هل نحن أمام ولادة رياضة جديدة؟

في سياق تحليل هذه الواقعة من منظور “فقهي رياضي”، يبدو أن المغرب مقبل على مرحلة جديدة، حيث يمكننا أن نرى قريبًا تعديلات على مهام الإمام والمؤذن، ربما تشمل تدريبهم على تقنيات الدفاع عن النفس، أو إدراج دروس في “التحكم في الغضب” ضمن برامج تكوينهم. من يدري؟ قد يأتي يوم نجد فيه الإمام وهو يرفع يده قبل الصلاة ليس للدعاء، بل لطلب “وقت مستقطع” من الحكم الشرعي للمباراة.

المشهد الأخير: صلاة أم مباراة إعادة؟

المؤذن، بعد خروجه من المستشفى، هل سيعود إلى المسجد لإكمال “القتال”، أم أن المسألة ستنتهي بصلح عشائري في بيت أحد أعيان المدينة؟ وهل سيحتاج المصلون إلى ارتداء واقٍ للرأس تحسبًا لأي جولة جديدة من “الصراعات الفقهية”؟

تبقى هذه الأسئلة بلا إجابة، لكن المؤكد أن ما وقع في خنيفرة لن يُمحى من ذاكرة المغاربة قريبًا. والأهم، أنه ربما صار لزامًا على وزارة الأوقاف التفكير في إضافة “مدونة سلوك” جديدة تحت عنوان: “آداب المسجد في زمن النزاعات التافهة!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.