مجتمع

مملكة الكفاءات الخارقة: حين يصبح المسرح وزارة، والشكولاتة منهجًا، والمكياج سفارة!

ضربة قلم

إن المغاربة سعداء، بل أسعد شعب في المجرة، لأنهم يعيشون في بلد لا يحتاج إلى تعليم ولا إلى رياضة، بل يكفي أن تفتح التلفاز لتشاهد لطيفة أحرار، فتشعر أن جودة التعليم قد بلغت عنان السماء. من لا يعرف لطيفة أحرار؟ رمز الجرأة، صوت العقل، وجه التنوير… وها هي اليوم تقيّم لنا جودة التعليم العالي، وكأننا في فيلم من إنتاجها، حيث يختلط الأداء المسرحي بالمقررات الجامعية، وتُمنح النقاط حسب مدى تعبير الطالب بجسده عن الأطروحة، لا عن مضمونها.

ثم سعد برادة، مول الشكولاتة، وزير التعليم والرياضة… طبعًا، ما المشكلة؟ فكما نعلم، الرياضة تبدأ من الفم: تمضغ الشكولاتة، تقوي عضلات الفك، ثم تفتح كتابًا لتتذكر أن النظام التعليمي نفسه يتّبع نظام الحمية الغذائية: خالٍ من المحتوى، غني بالسكر. لا عجب أن رجال التعليم أصبحوا رياضيين، يتقنون القفز على السلالم الإدارية، والعدو الطويل وراء الكرامة.

أما سميرة اسطايل، سفيرة قد الدنيا بفرنسا! من “التنشيط الصحافي” إلى الدبلوماسية بخفة راقصة باليه. طبعًا، من الطبيعي أن تمثل المغرب في فرنسا، فهي تعرف جيدًا كيف تُقدَّم الصورة، خصوصًا إذا كانت بحاجة إلى فلتر. الدبلوماسية، في عهدها، صارت تشبه مائدة النقاش في برامج التوك شو: الكثير من الصوت، القليل من المضمون، وقنينة ماء للزينة.

في هذا البلد، لا تحتاج إلى سير ذاتي، فقط كن حاضرًا، صاخبًا، وابتسم أمام الكاميرا. فالمغاربة بخير، يعيشون سعداء، يغطّون في نوم عميق وسط جودة تعليمية لا تراها إلا عبر المجهر، ورياضة تُمارس على أعصابهم، وسفارات تمثلهم كما يُمثَّل المواطن البسيط في البرلمان: بتجاهلٍ راقٍ، وبمكياجٍ دبلوماسيّ لا يُشهر إلا في المناسبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.