دفاتر قضائية

من شارع الدعارة إلى قصر العدالة… موسم الاصطياد في كليز!

ضربة قلم

في مراكش، المدينة التي تسوّق لنفسها كعاصمة للسياحة الروحية والجبايات الجماعية، حيث يلتقي الغروب فوق جبال الأطلس بشمبانيا تُشرب على نخب “التسامح”، تخرج الشرطة القضائية الولائية بين الحين والآخر في جولة تمشيطية، وكأنها تكنس رمال شاطئ بمكنسة يدوية، بحثًا عن مظاهر الفساد والدعارة… وكأن هذه المظاهر تلبس نظارات شمسية وتمشي على الرصيف ببطاقة تعريف مكتوب عليها “مشتبه فيه من الدرجة السياحية الأولى”.

في قلب مقاطعة كليز، غير بعيد عن المركب السياحي، حيث تختلط رائحة “الكابوتشينو” المستورد بعطر الشيشة، وقع ما لم يكن في الحسبان:
امرأة، ليست غريبة عن الشرطة، بل قد تكون من “الوجوه المألوفة”، كانت جالسة كزعيمة عشيرة حضرية، تحيط بها ثلاث فتيات وقاصرين من ممتهني الشذوذ الجنسي.
لا نعرف هل كانت تُلقي درسًا في الديمقراطية الاجتماعية، أم أنها بصدد تحضير عرض سياحي جديد بعنوان “ليالي مراكش بين المشرق والمغارب”.

بطبيعة الحال، لم تمرّ جلسة “الصداقة العابرة للقارات” مرور الكرام، فقد تدخلت العناصر الأمنية باحترافية لا يشقّ لها غبار، وتم اقتياد الجميع إلى مقر ولاية أمن مراكش، حيث بدأت الأسئلة الحقيقية:
من أين؟ إلى أين؟ كم؟ وبكم؟ ولماذا الخليجيون بالضبط؟ هل هو حب جماعي للنعناع المغربي أم أن هناك صفقة سرية تُبرم في الظلّ بين “النفط واللحم الطري”؟

الأبحاث كشفت أن الزعيمة – الملقبة في الأوساط الشعبية بـ”لالة بورجوازية – كانت تمارس عملها وكأنها مقاولة ذاتية، تسهّل العلاقة ما بين القاصرين وسياح من الشرق، في نموذج مصغّر لاتفاقية تبادل ثقافي محزن.

النيابة العامة لم تتأخر، فقد سُطّرت تهم بوضوح إداري بارد:
تحريض على الدعارة، التغرير بقاصر، الفساد، مع تذكرة ذهاب فقط نحو سجن الأوداية… حيث الإقامة لا تشمل فطورًا مجانياً ولا “Tips”.

لكن مهلاً…
أليست هذه فقط إحدى الحلقات من مسلسل متكرر؟
ألا تستحق مراكش أن نكتب على أبوابها: “مدينة تحت الصيانة الأخلاقية المؤجلة”؟
من يربح من هذه السوق الرمادية التي تبيع الجسد تحت ضوء المصابيح الحمراء وتشتري الصمت في دهاليز المؤسسات؟

الجواب، كما العادة، معلق بين صمت المجتمع، وضحكة خافتة على شرفات الفنادق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.