“نظافة” بوزنيقة على طاولة الجنايات.. البدراوي وكريمين أمام أولى الجلسات!

ضربة قلم
يبدو أن “الجرائم المالية” في المغرب لم تعد تقتصر على الحقائب الثقيلة، بل حتى “حاويات الأزبال” لها نصيبها من الفضائح! فقد قرر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء تحديد موعد أولى جلسات محاكمة الرئيس الأسبق لنادي الرجاء الرياضي، عزيز البدراوي، والرئيس المخلوع لجماعة بوزنيقة، محمد كريمين، الذي اشتهر بلقب “عرّاب بوزنيقة”، وذلك يوم الخميس المقبل.
الملف سُيحال إلى القاعة 8، حيث يرأس الجلسة المستشار علي الطرشي، بعد أن قطع المشوار القانوني الطويل في ممرات التحقيق. أما التهم، فهي بحجم “شاحنة جمع الأزبال”: “استغلال النفوذ لغرض التبديد”، وهي العبارة التي أزعجت النيابة العامة وقاضي التحقيق قبل أن يتم الاتفاق على الصيغة النهائية وإعطاء الضوء الأخضر لانطلاق المحاكمة.
في التفاصيل، صادقت الغرفة الجنحية على متابعة محمد كريمين بجنحة “استغلال النفوذ”، وفقًا للفصلين 250 و252 من القانون الجنائي، فيما نال عزيز البدراوي تهمة “المشاركة” في ذات الجرم، وفقًا للفصول 129 و250 و252.
لكن المثير في النازلة، أن القضية تتعلق بتدبير قطاع النظافة في بوزنيقة، وكأن النظافة كانت مجرد شعار جوفاء أمام واقع “التدبير المفوض” الذي اختلطت فيه الميزانيات بالمصالح! فمن شكاية جماعية قُدمت في 2022 إلى تحقيقات ماراثونية، انكشف المستور، حيث تم الاستماع إلى مسؤولين وموظفين عن فترتين مليئتين بالخروقات، الأولى بين 2010 و2017، والثانية بعد 2017، حيث قفزت ميزانية التدبير المفوض من 8 ملايين درهم إلى 20 مليون درهم، بقدرة قادر!
وبينما تنتظر العدالة أن تفصل في هذا الملف، يبدو أن دروس “الحوكمة الرشيدة” لم تصل بعد إلى بعض المنتخبين، الذين لا يزالون يعتقدون أن المال العام مجرد “ميزانية قابلة للتفاوض.