رياضة

هشام أيت مانة بين الوداد والمحمدية: حين يُترك الجمهور مرتين

ضربة قلم

في الملاعب كما في السياسة، تُقاس قيمة الرجال بما ينجزونه لا بما يعدون به. وهشام أيت مانة، السياسي والمسير الكروي، بات اليوم على لسان جمهورين مختلفين: جمهور غاضب في الدار البيضاء، وجمهور مخذول في المحمدية.

ما يردده وداديون

منذ أن اعتلى هشام أيت مانة رئاسة نادي الوداد الرياضي، توالت خيبات جماهير الوداد البيضاوي، جماهير تعودت على المنصات، فوجدت نفسها هذه المرة في قاعة الانتظار:

  • مع أيت مانة، شفنا رئيس الوداد كايهز يديه على الجمهور الودادي
  • مع أيت مانة، شفنا رئيس الفريق كايدور فالأزقة ويفرق التذاكر بطرق لا تليق بتاريخ النادي
  • مع أيت مانة، رئيس الفريق كان جالسًا في سهرة رأس السنة مع زكرياء حدراف، بعد يوم واحد فقط من الهزيمة المذلة أمام المغرب الفاسي
  • مع أيت منا، رأينا مشاهد توحي بالتبعية والانبطاح لرئيس الجامعة، في مشهد جرح كبرياء “وداد الأمة
  • مع أيت مانة، وداد الأمة خرجت من كل المسابقات قبل شهر أبريل، للموسم الثالث على التوالي
  • مع أيت مانة، خسر الوداد 4-1 في ملعبه، لأول مرة منذ سنة 1976
  • مع أيت مانة، الوداد لن تشارك في أي منافسة قارية الموسم القادم، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من عقد

هذا التراكم من الإخفاقات جعل جمهور الوداد يردد ساخرًا:

“مع أيت مانة، الوداد إلى الهاوية…”

لكن، بينما يُعبّر البيضاويون عن غضبهم، هناك في مدينة المحمدية من يُعبّر عن خيبة من نوع مختلف.

وماذا يقول جمهور شباب المحمدية وسكان فضالة؟

في المدينة الهادئة التي يلقبها البعض بـ”عروس الشواطئ”، لا يُسمع صخب كبير، لكن القلوب تئن بصمت.

  • هنا، يتذكر الناس كيف ظهر هشام أيت مانة كمنقذ، أعاد الفريق من قسم الهواة إلى القسم الأول.
  • يتذكرون وعود “المشروع الكبير”، “الاحترافية”، “الاستثمار في التكوين”، وحتى “البنية التحتية”.
  • يتذكرون كيف تحول اسم شباب المحمدية إلى حديث الصحافة، وكيف بدأ جمهور المدينة يحلم من جديد.

لكن الحلم توقف فجأة.
في منتصف الطريق، غادر “المهندس”. ترك المشروع ناقصًا، والفريق يتخبط في النتائج المتذبذبة، بلا أفق واضح، بلا دعم واضح، وبلا حضور قوي للإدارة.

في المقاهي والشارع، صار الناس يقولون:

  • “مع أيت مانة، كنا على وشك النهوض… لكننا استيقظنا على غياب الرئيس”
  • “مع أيت مانة، عرفنا أن بعض المشاريع تولد فقط حين تكون الكاميرا شاعلة”
  • “مع أيت مانة، أصبح فريق المدينة مجرد نقطة بداية لطموحات أكبر، لا غاية في حد ذاتها”

وهكذا، بينما يتهمه وداديون بإسقاط قاطرة عملاقة، يتهمه فضاليون بالتخلي عن سفينة كانت تُبنى.

النهاية المفتوحة: جمهوران… وخيبة واحدة

هشام أيت مانة، اسم واحد يحمل الآن معنيين متناقضين في مدينتين:
في الدار البيضاء، هو رمز مرحلة ضعيفة في تاريخ نادٍ عريق.
وفي المحمدية، هو رجل وعد وبنى الأمل… ثم غادر قبل أن تكتمل الحكاية.

لكن، بين الغضب والصمت، بين العتاب والخذلان، هناك خيط مشترك:
جمهور مغربي تعب من أن يُستَعمَل كوسيلة لبلوغ طموحات شخصية، ثم يُنسى في الظل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.