هشام أيت مانة: رئيس نادٍ لا يعرف تاريخه… ويقوده نحو الثلث الخالي!

ضربة قلم
إذا كنت تذكر ذاك الوجه الذي كان يتمتم على شاشة التلفزة تحت قبة البرلمان، يقرأ من أوراق كتبها له أحدهم بلغة الضاد كأنها طلاسم، فاستعد لتراه من جديد… لكن هذه المرة على مسرح السخرية، لا السياسة.
ها هو هشام أيت مانة -وهكذا يكتب اسمه العائلي-، رئيس نادي الوداد الرياضي، يطل علينا بتصريح لم يجد لنفسه مكانًا بين العجائب السبع، لأن العجب كل العجب أن يجهل رئيس نادٍ مثل الوداد تاريخ تأسيسه. نعم، بكل برودة دم، الرجل لا يعرف السنة التي وُلد فيها الفريق، الفريق الذي لا يُعتبر مجرد نادٍ رياضي، بل جزء من الذاكرة الجماعية للوداديين بصفة خاصة!
وكأنك تسأل نجارًا عن معنى “الخشب” فيحيلك على غوغل… المشهد سريالي: رئيس نادٍ بحجم الوداد يبدو وكأنه يترأس فرعًا من سلسلة مقاولاته، لا مؤسسة رياضية تغلي بالجماهير والرموز والتاريخ.
أما تصريح الجهل الفاضح، فلم يكن سوى القشة التي قصمت ظهر الصبر الجماهيري، جمهور اعتاد على الألقاب لا الأعذار، وعلى المجد لا على خيبات مدرب أصرّ أيت مانة على التشبث به كأن بينهما عقد زواج كاثوليكي. الرجل يتعامل مع الفريق كأنه دكانه الخاص، لا كيانًا له قدسية في قلوب جماهيره.
نتائج كارثية؟ نعم. قرارات مرتجلة؟ بكل تأكيد. رؤية تقنية؟ إن وُجدت فهي على شاكلة “ضربها بَزّاف!”، أما الحكمة والانتماء فغادرا المكتب المسير مع أول اجتماع عبثي.
جمهور الوداد، الذي لا يُخدع بالكلام المعسول، بدأ يقولها علانية: “ارحل”. لا لأن الرجل مزعج فقط، بل لأنه بات عبئًا ثقيلًا على كاهل نادٍ لا يعترف إلا بمن يحترم تاريخه… تاريخه الذي يجهله سيادة الرئيس.
فيا أيت مانة، إن كنت قد نسيت متى تأسس الوداد، فاعلم أن الجماهير لن تنسى أبدًا متى بدأت كوابيسها في عهدك.