مجتمع

هل تنجح مقاطعة الشعب المغربي للبيض؟ أم أنه سيواصل “الفقس” على جيوب المستهلكين؟

ضربة قلم

في مشهد يبدو وكأنه مقتطع من مسرحية اقتصادية عبثية، يستيقظ المواطن المغربي ذات صباح ليجد أن البيضة، تلك الكُرة الصغيرة التي لطالما كانت ملاذه الآمن في زمن الغلاء، قد قررت الانضمام إلى قائمة “الكماليات” الفاخرة. لم تعد مجرد وجبة للفقراء أو سندويشًا سريعًا للطلبة والتلاميذ، بل أصبحت رمزًا صارخًا للاختلالات الاقتصادية، مما دفع بعض المغاربة لإطلاق حملة مقاطعة تحت شعار “خليه يفقس”.

الحملة لم تأتِ من فراغ، بل جاءت كرد فعل على ارتفاع أسعار البيض بطريقة جعلت البعض يتساءل: هل بات علينا ادخار المال قبل التفكير في “مْقَلي” الصباح؟ بينما لم يعد السؤال الأهم: “كيف تفضل بيضك؟” بل أصبح: “هل تستطيع شراءه أصلًا؟”.

ومع تصاعد أصوات المقاطعين، كانت الأسواق تتعامل مع الموقف بسخرية صادمة، حيث لم تشهد الأسعار أي انخفاض، بل على العكس، ارتفعت أكثر وكأن الدجاج نفسه دخل في إضراب تضامني مع المضربين عن الشراء! هنا، بدأ الشك يتسلل إلى عقول المواطنين: هل البيض من المنتجات التي يمكن فعلاً مقاطعتها أم أنه ضرورة ستعيد الجميع إلى السوق بعد أيام من الحرمان؟

المنتجون والموزعون، من جهتهم، يلتزمون الصمت، أو بالأحرى يتركون “الفقس” يتكلم نيابة عنهم، مترقبين مدى صمود المقاطعة. أما الحكومة، فتكتفي بمراقبة المشهد كما لو أن الأزمة شأن داخلي بين المواطن وصحن “الأومليط” الذي كان يومًا في المتناول.

في النهاية، يبقى السؤال المطروح: هل سينجح المغاربة في تلقين السوق درسًا اقتصاديًا عبر هذه المقاطعة؟ أم أن البيض سيظل “يفقس” في جيوبهم حتى إشعار آخر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.