مجتمع

وجدة على صفيح ساخن: أزمة حافلات النقل الحضري تتفاقم والإضراب يدخل مرحلة جديدة

ضربة قلم

تتواصل تداعيات أزمة النقل الحضري بمدينة وجدة، بعدما قررت شركة “موبيليس ديف” استدعاء عدد من السائقين المضربين لجلسات استماع، في خطوة اعتبرها العمال محاولة للترهيب وكسر الإضراب الذي بدأوه للمطالبة بتحسين أوضاعهم المهنية. وردًا على ذلك، قرر السائقون تصعيد موقفهم بإعلان إضراب مفتوح ابتداءً من الغد، الثلاثاء 17 فبراير، مما ينذر بشلل تام في خدمات النقل العمومي بالمدينة.

إجراءات تأديبية أم تصعيد خطير؟

جاء تحرك الشركة عقب تنفيذ العمال لإضراب إنذاري، احتجاجًا على ما وصفوه بتردي ظروف العمل واستمرار تجاهل مطالبهم. لكن الإدارة اعتبرت هذه الخطوة تهديدًا مباشرًا لاستمرارية المرفق، فبادرت إلى استدعاء بعض السائقين، متهمة إياهم بارتكاب “أخطاء مهنية جسيمة”، من بينها منع الحافلات من العمل بالقوة.

المضربون يردون: لا تراجع عن المطالب

لم يتأخر رد الفعل من طرف العمال المضربين، حيث أعلنوا عن إضراب مفتوح، محذرين من تداعيات ما أسموه “سياسات القمع والتهديد”. كما نددوا باستقدام سائقين جدد من خارج المدينة لتشغيل الحافلات، وهو ما اعتبروه تصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى احتكاكات مباشرة، خاصة بعد الحادث الذي تعرض فيه أحد العمال للدهس خلال محاولة إخراج الحافلات بالقوة.

الاتحاد المغربي للشغل يدخل على الخط

دخل المكتب النقابي التابع للاتحاد المغربي للشغل على خط المواجهة، حيث وجه مراسلة إلى والي جهة الشرق، مطالبًا بتدخله العاجل لوقف ما وصفه بـ”التضييق على الحريات النقابية”. وأكدت المراسلة المذكورة أن الشركة لجأت إلى أساليب غير قانونية، من بينها اقتطاع غير مبرر من أجور العمال، والتأخر في صرف المستحقات، بل وطرد بعض المستخدمين دون سند قانوني.

كما شدد المكتب النقابي على ضرورة إلزام الشركة باحترام حقوق العمال، وإعادة المطرودين إلى عملهم فورًا، وصرف الأجور المتأخرة، مع فتح حوار جاد بين الطرفين للوصول إلى حلول توافقية تنهي الأزمة.

معركة مفتوحة بانتظار الحل

تتجه الأزمة نحو مزيد من التعقيد، خاصة مع تمسك كل طرف بموقفه، وعدم وجود بوادر لحل يلوح في الأفق. وبينما تؤكد الشركة أنها تتخذ خطوات لحماية مصالحها واستمرارية الخدمة، يتمسك العمال بحقهم في الإضراب ورفض ما يصفونه بـ”القمع والاستغلال”.

في ظل هذا التصعيد، تترقب الساكنة ما ستؤول إليه الأوضاع، حيث أصبح النقل الحضري في وجدة رهينا لهذا الصراع، في انتظار تدخل حاسم يضع حدًا للأزمة قبل أن تتفاقم أكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

أنت تستخدم اضافة Adblocks يجب تعطيلها.