180 مليون درهم للوقاية من الفيضانات.. والمجلس الجماعي يتلاعب بأعصاب سكان المحمدية!

ضربة قلم
في كل موسم مطري، تعيد المحمدية تمثيل مشاهدها السنوية في مسرحية مأساوية، حيث تسقط الأمطار وتغرق الأحياء، بينما يطفو المجلس الجماعي على سطح الخطابات الرنانة والوعود الجوفاء. حي الحسنية، الوحدة، وشارع المقاومة، ليست مجرد نقاط على خريطة المدينة، بل هي شواهد حية على فشل ذريع في تدبير الشأن المحلي.
المعضلة ليست في المطر، بل في العجز المزمن لمجلس جماعي جعل من التصريحات البراقة فنًّا، ومن الإنجازات الملموسة سرابًا. فبينما تنهك المياه السكان وتدمر ممتلكاتهم، ينشغل المسؤولون بقضايا تافهة، وكأن المحمدية مدينة تتنفس من بياناتهم الركيكة لا من واقعها المغمور بالماء.
لكن هذه المرة، لم تترك وزارة الداخلية وجهة الدار البيضاء-سطات و”ليدك” وجمعية سكان حي الحسنية 1، الأمور لمهزلة الإهمال. مشروعان ضخمان قيد التنفيذ: مشروع الوقاية من الفيضانات بكلفة 180 مليون درهم، وتهيئة شارع المقاومة بقيمة 111 مليون درهم، يغطيان ستة كيلومترات من الشارع ومساحة مضافة من شارع سبة. وها هي الأشغال مستمرة، يُفترض أن تكتمل الأولى في يونيو والثانية في مايو. غير أن السؤال الأهم: أين كان المجلس الجماعي حين وُضع مشروع الوقاية من الفيضانات على الطاولة؟ هل كان يخطط لمهرجان جديد؟ أم كان أعضاؤه يتبادلون التصفيقات على منصات التواصل بدل التعامل الجاد مع الأزمات؟
حين تصبح أكبر إنجازات المجلس الجماعي فيضانات متكررة تفضح سوء التخطيط، وعندما يغدو المواطن مجرد متلقٍ لسيول الوعود بدل خدمات ملموسة، فاعلم أن المشكل أعمق من مجرد أمطار. العيب ليس في السماء التي تمطر، بل في الأرض التي لم تجد مسؤولين يحملون همّها. الفرق شاسع بين من يتحرك لحل المشكلة ومن يختبئ وراء الخطابات.
نؤكد في درسنا الأخير: المواطن ليس أذناً صماء لتصريحاتكم. الماء يغمر بيته لا قاعات اجتماعاتكم. وحين يحين موعد الحساب، لن تحميكم لا اليافطات البراقة ولا التصريحات المعسولة. تذكروا أن الفيضان لا يميز بين المنتخب والناخب، لكنه يكشف بوضوح من يستحق تحمل المسؤولية.