7 أطنان من الشيرا: الرأس المدبر في عطلة مدفوعة الأجر؟

ضربة قلم
مرة أخرى، يُثبت المهربون أن البحر ليس فقط للسباحة والصيد، بل أيضًا ممر شرفي لعبور الأطنان من الشيرا إلى المجهول. فقد أعلنت عناصر الدرك الملكي بالصويرة، بتنسيق ميداني مع القوات المسلحة الملكية، عن إحباط محاولة تهريب كمية ضخمة من المخدرات قُدّرت بـ7 أطنان، كانت في طريقها على ما يبدو إلى “جنة” ما بعد البحر، حيث تنتظرها أرصدة بنكية دافئة وسيارات رباعية الدفع.
لكن، تمهلوا… فهذه ليست سوى الواجهة، أما ما خفي فهو أعظم.
على مسرح “سيدي أحمد السايح“
المشهد جرى كالعادة، ليلاً، على شاطئ سيدي أحمد السايح، حيث يختلط صوت الأمواج بهمس الراديوهات المشفّرة، وتتحول الرمال إلى مدرج هبوط لقوارب النفخ المجهزة بـ”جي بي إس” وأحلام العبور. عناصر الدرك تدخل المشهد في توقيت مثالي، وكأنها قرأت السيناريو مسبقاً، لتقفز على “البضاعة” وتغلق الستار على حلقة أخرى من مسلسل “من الشاطئ إلى الشبكة”.
السبعة أطنان… وحدها لا تتكلم
الرقم ضخم، والوزن ثقيل، والتهمة ثقيلة جداً… لكن الأسماء؟ خفيفة مثل الريح! مرة أخرى، لا ذكر لأي “رأس مدبر”، وكأنّ الشيرا تتحرك وحدها، تنزلق من المستودعات إلى الشواطئ دون أن تلمسها يد، أو توقّع على خروجها شفاه. هل نحن أمام “شبكة أشباح”؟ أم أن الرأس المدبر ببساطة في إجازة طويلة، يتابع الأخبار من منتجع فاخر ويضحك في سرّه؟
من هو الرأس المدبر؟
كل قضية من هذا النوع تطرح السؤال نفسه: من هو العقل الذي يدير هذه العمليات المعقدة؟ لا يمكن لمثل هذه الشحنات أن تُنسّق وتُجمع وتُنقل وتُؤمَّن دون وجود منظومة كاملة:
- من المُمَوِّل؟
- من المزوّد؟
- من يسهر على تأمين الطريق؟
- ومن “يغض الطرف” عن تفاصيل صغيرة بحجم شاحنة؟
وربما الأهم: من هو “الراعي الرسمي” لهذه المسلسلات، الذي لا يظهر اسمه أبدًا في البلاغات، ولا يُصوَّر مكبلاً في الصور، ولا يُذكر حتى في الهوامش؟
رؤوس لا تسقط
تتوالى البلاغات الأمنية عن ضبط الأطنان في كل من الناظور، الحسيمة، الجديدة، الداخلة، والآن الصويرة… وكأن المغرب كله يتحول إلى خارطة طرق لمخدرات تمشي على جلد الوطن. في كل مرة، يسقط “الناقل” و”السائق” و”المساعد” وربما “البحّار”، لكن الرؤوس الكبيرة تظل معلّقة في الهواء، تطل علينا من فوق، كأنها من كوكب آخر لا يطالها القانون.
فهل نصدق أن شبكات التهريب تتصرف باستقلالية كاملة، وكأنها دول صغيرة داخل الدولة؟ هل يعقل أن تُجمع هذه الكميات بدون أعين داخلية مغمّضة عمدًا أو جيوب مفتوحة أكثر من اللازم؟
السايح شاهد وليس غايب
شاطئ “سيدي أحمد السايح” لم يكن يومًا بهذا الحظ السيئ. لقد أصبح مشهورًا أكثر من كل الشواطئ السياحية، ليس بجماله أو نظافة رماله، بل بقدرته على لفت أنظار المهربين وتجار السموم. كل مرة، يزوره وفد من قوارب النفخ وعربات الدفع الرباعي، ويعود حزينًا بعد تدخل الدولة. ولكن إلى متى سيتحول هذا الشاطئ إلى مسرح مفتوح للمهربين… والمحققين؟
ختام بلا ختام
نحن أمام مسرحية تتكرر بحبكة واحدة ونهاية مفتوحة. سبعة أطنان اليوم، وربما ثمانية غدًا، والممثلون يتغيرون، لكن المخرج لم يُذكر في أي تتر. لِمَ لا نبدأ من السؤال المؤجل دائمًا: من يُدير فعلاً هذه التجارة من خلف الستار؟ ومن يربح حين يُضبط “كومبارس” جديد؟ أليس من حقنا أن نرى المخرج يُساق هو أيضًا إلى التحقيق، بدل أن يكتفي بتوجيه الحلقات من بعيد؟
أم أن الرأس المدبر لا يسقط لأنه ببساطة… لا يُلمس؟
#مغاربة_ضد_الرؤوس_المظللة




